عـــواقب الشــهوات
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (( الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ..
* فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة .
* وإما أن تقطع لذةً أكبر منها .
* وإما أن تضيّع وقتاً إضاعته حسرة وندامة
* وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه.
* وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه .
* وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه .
* وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ من قضاء الشهوة .
* وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك .
* وإما أن تجلب همّاً وغمّاً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشهوة ..
* وإما أن تنسي علماً ذكره ألذّ من نيلِ الشهوة .
* وإما أن تشمّت عدوّاً وتحزن ولياً .
* وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .
* وإما أن تحدث عيباً يبقى صفةً لا تزول ؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق ))
كم هي عواقب إتباع الشهوات وخيمة ؟؟ فلماذا يؤثر الناس لذة ساعة على نعيم الأبد ؟ ولماذا يقبلون على المعاصي والمحرمات إقبال الأسد على فريسته وكأن لسان حالهم يقول : لذات الدنيا نقدّ .. ونعيم الآخرة نسيئة ، ولا تنرك نقداً لنسيئة .. ولا يقول ذلك إلا شاك لم يستقر الإيمان في قلبه .. وهؤلاء أشر من الذي تغلبهم شهواتهم دون أن يكون لهم تأويلات باطلة .. فما أخذ المرء ما حرم عليه إلا من وجهين :
أحداهما : سوء ظنه بربّه ، وأنه لو أطاعه وآثره لم يُعطه خيراً منه حلالاً .
والثانية : أن يكون عالماً بذلك ، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، ولكن تغلب شهوته صبره ، وهواه عقله .
فالأول من ضعف علمه .. والثاني من ضعف عقله وبصيرته .