goodgirl لــــلبـــنـــات فقـــط
goodgirl لــــلبـــنـــات فقـــط
goodgirl لــــلبـــنـــات فقـــط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

goodgirl لــــلبـــنـــات فقـــط

اهلا ومرحبا بكم في منتديات goodgirl للبنات ان كنتي زائرة فتفضلي بالتسجيل وان كنتي عضوة فتفضلي بالدخول
 
الرئيسيةللبناتأحدث الصورالتسجيلدخول

كل حب واحترام وشوق نستقبلكي ونفرش طريقك بالورد ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبر وننتضر الابداع مع لمسات الليل وسكونه لتصل همسات قلبكي الى قلوبنا وعقولنا ننتضر بوح قلمكي في وئامنا الغـــــالـــي.......

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  كرسي الاعتراف اليوووم على .....؟
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالجمعة يناير 17, 2014 1:14 pm من طرف goodgirl

» عااااااااااااااجل جد اجدا ادا كانت مسلم ادخل وصوت
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالخميس يناير 03, 2013 7:11 pm من طرف بنت ناس ما تنداس

» ديكورات منزلي
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 28, 2012 5:58 pm من طرف goodgirl

» الانبياء اولي العزم
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 28, 2012 5:58 pm من طرف goodgirl

» اصول الدين
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 27, 2012 12:44 pm من طرف goodgirl

» سؤال و جواب
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 17, 2012 11:11 am من طرف ككاو

» ما هما ال
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 17, 2012 11:02 am من طرف ككاو

» لعبة غزو الأشباح .
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 30, 2012 3:38 pm من طرف Noor

» لعبة دركست 3
سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 30, 2012 3:36 pm من طرف Noor

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
مكتبة الصور
سيدنا محمد عليه السلام Empty
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط ناروتو على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط goodgirl لــــلبـــنـــات فقـــط على موقع حفض الصفحات
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 259 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو اميرة العرب فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 5700 مساهمة في هذا المنتدى في 1598 موضوع
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 137 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 137 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 215 بتاريخ الإثنين سبتمبر 30, 2024 1:28 pm
سحابة الكلمات الدلالية

 

 سيدنا محمد عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
goodgirl
مديرة goodgirl
مديرة goodgirl
goodgirl


عدد الرسائل : 2215
العمر : 31
الموقع : goodgirl.ahlamontaa.net
المزاج : رائع
نقاط : 37649
تاريخ التسجيل : 18/08/2009

بطاقة الشخصية
حقول اللعب:
سيدنا محمد عليه السلام Left_bar_bleue0/0سيدنا محمد عليه السلام Empty_bar_bleue  (0/0)
التصويب:
سيدنا محمد عليه السلام Left_bar_bleue0/0سيدنا محمد عليه السلام Empty_bar_bleue  (0/0)

سيدنا محمد عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا محمد عليه السلام   سيدنا محمد عليه السلام I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 8:51 am

الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة





لعشر ليال خلون من شهر رمضان المبارك سنة 8هـ غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجها إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة رضي الله عنهم، واستخلف على المدينة أبا ذر الغفاري. ولما كان بالجحفة أو فوق ذلك لقيه عمه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلما مهاجرا .




ثم لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث وابن عمته عبدالله بن أبي أمية، فأعرض عنهما؛ لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى، فقالت له أم سلمة: لايكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك،.



وقال علي لأبي سفيان بن الحارث: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف: {قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين} فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه قولا،ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} .


فأنشده أبو سفيان أبياتا منها: لعمرك إني حين أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أواني حين أهدى فأهتدي هداني هاد غير نفسي ودلني على الله من طردت كل مطرد (المدلج: السائر ليلا)


فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: أنت طردتني كل مطرد! وقد حسن إسلام أبي سفيان بن الحارث بعد ذلك، ويقال إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم حياء منه.


وواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيره وهو صائم، والناس صيام، حتى بلغ ماء الكديد فأفطر وأفطر الناس معه، ثم واصل سيره حتى نزل بمر الظهران عشاء، فأمر الجيش فأوقدوا النار، فأوقدت عشرة آلاف نار، .



وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرس عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وركب العباس ـ بعد نزول المسلمين بمر الظهران ـ بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطابة أو أحدا يخبر قريشا؛ ليخرجوا يستأمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها.









الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل مكة





مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه لدخول مكة حتى انتهى إلى ذي طوى، وكان يخفض رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن شعر لحيته ليكاد يمس راحلته، وهناك وزع جيشه،




وكان خالد بن الوليد على ميمنة الجيش ـ وفيها قبائل أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب ـ فأمره أن يدخل مكة من أسفلها، وقال: إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصدا، حتى توافوني على الصفا.



وكان الزبير بن العوام على الميسرة، وكان معه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يدخل مكة من أعلاها من ناحية كداء، وأن يغرز رايته بالحجون، ولا يبرح حتى يأتيه. وكان أبو عبيدة على المشاة والحسر (وهم الذين لا سلاح معهم) فأمره أن يأخذ بطن الوادي، حتى يدخل مكة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها، فأما خالد وأصحابه فلم يلقهم أحد من المشركين إلا قتلوه، وقتل من أصحابه من المسلمين كرز بن جابر الفهري وخنيس بن خالد بن ربيعة، كانا قد شذا عن الجيش، وسلكا طريقا غير طريقه فقتلهما المشركون، وقابل خالد وأصحابه سفهاء قريش الذين تجمعوا لحرب المسلمين بالخندمة فقتلوا من المشركين اثني عشر رجلا فانهزم المشركون، وانهزم حماس بن قيس ـ الذي كان يعد السلاح لقتال المسلمين ـ حتى دخل بيته، فقال لامرأته أغلقي علي بابي، فقالت: وأين ما كنت تقول ؟ فقال: إنك لو شهدت يوم الخندمة إذ فر صفوان وفر عكرمة واستقبلتنا بالسيوف المسلمة يقطعن كل ساعد وجمجمة ضربا فلا يسمع إلا غمغمة لهم نهيت خلفنا وهمهمه لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه (الغمغمة والهمهمة: الصوت غير المفهوم، يعني أصوات أبطال المسلمين في القتال، والنهيت: الزئير).



وأقبل خالد يجوس مكة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا. وأما الزبير فتقدم حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم.






الرسول يطهر المسجد الحرام من الأصنام ويعفو عن القرشيين









نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه (استلم الحجر يعني لمسه وبدأ الطواف من عنده) ثم طاف بالبيت وفي يده قوس، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بالقوس، ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}. والأصنام تتساقط على وجوهها.




عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح على راحلته فطاف عليها، وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع. وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرما يومئذ، فاقتصر على الطواف، فلما أكمل الطواف دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت، فدخلها، فرأى فيها الصور، ورأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ـ يستقسمان بالأزلام (الأزلام سهام كانوا يستشيرون الأصنام بعمل قرعة بينها، والاستقسام أصلا الحلف) .



فقال: قاتلهم الله، والله ما استقسما بها قط، ورأى في الكعبة حمامة من عيدان، فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت.


ثم أغلق الرسول صلى الله عليه وسلم باب الكعبة عليه وعلى أسامة وبلال، ثم صلى هناك، ثم دار في البيت وكبر في نواحيه، ووحد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفا ينتظرون ماذا يصنع.


وكان الباب مرتفعا عن الأرض قليلا، فوقف وأمسك بجانبي الباب وهم تحته،


فقال: لاإله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي (المأثرة: ما كان العرب يفتخرون به ويتخذونه وسيلة للتكبر) ، إلا سدانة البيت (أي خدمة البيت الحرام) وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد ـ ما كان بالسوط والعصا ـ ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها. يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة (أي فخر) الجاهلية وتعاظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: (يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).



ثم قال: يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: (لا تثريب عليكم اليوم) اذهبوا فأنتم الطلقاء.







رد الأمانات وإعلان شعار الإسلام





جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد بعد أن أعلن العفو العام ، فقام إليه علي رضي الله عنه، ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله، اجمع لنا (أي لبني هاشم) الحجابة مع السقاية، صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له، فقال له: هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء.




وروي أنه قال له حين دفع المفتاح إليه: خذوها يا بني شيبة خالدة مخلدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم. وقال أيضا: يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف.



وحانت الصلاة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتاب بن أسيد، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته، فقال أبو سفيان: أما والله لا أقول شيئا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: لقد علمت الذي قلتم، ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول: أخبرك.


ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها، وكان ضحى، فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاة الفتح.



وأجارت أم هانئ حموين لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ، وقد كان أخوها علي بن أبي طالب أراد أن يقتلهما، فأغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنهما، فقال لها ذلك.







خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني من الفتح





لما كان الغد من يوم الفتح قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بما هو أهله،




ثم قال:"أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماء أو يعضد بها شجرة (أي يقطع) فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي إن قال أحد سأقاتل في مكة مثلما قاتل فيها الرسول) فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما حلت لي ساعة من نهار،وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب " .







سرية ذات السلاسل





لما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بموقف القبائل العربية التي تقطن مشارف الشام في معركة مؤتة، من اجتماعهم إلى الرومان ضد المسلمين، شعر بمسيس الحاجة إلى القيام بعمل حكيم يوقع الفرقة بينها وبين الرومان، وتكون سببا للائتلاف بينها وبين المسلمين، حتى لا تحتشد مثل هذه الجموع الكبيرة مرة أخرى.




واختار لتنفيذ هذه الخطة عمرو بن العاص ؛ لأن أم أبيه كانت امرأة من بلي، فبعثه إليهم في جمادي الآخرة سنة 8 هـ على إثر معركة مؤتة ليستألفهم ويستميلهم، وفي ذات الوقت نقلت الاستخبارات أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا، يريدون أن يدنوا من أطراف المدينة، فأصبحت الحاجة أشد لبعث عمرو بن العاص إليهم.



وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص لواء أبيض وجعل معه راية سوداء، وبعثه في ثلاثمائة من سراة (أي أشراف) المهاجرين والأنصار، ومعهم ثلاثون فرسا، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي وعذرة وبلقين، فسار الليل وكمن النهار، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا، فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده (أي يطلب منه مددا) فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين وعقد له لواء، وبعث له سراة من المهاجرين والأنصار ـ فيهم أبو بكر وعمر ـ وأمره أن يلحق بعمرو، وأن يكونا جميعا ولا يختلفا، فلما لحق به أراد أبو عبيدة أن يؤم الناس، فقال عمرو: إنما قدمت عليمددا، وأنا الأمير، فأطاعه أبو عبيدة، فكان عمرو يصلي بالناس. وسار حتى وطئ بلاد قضاعة، فدوخها حتى أتى أقصى بلادهم، ولقي في آخر ذلك جمعا، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفرقوا.



وبعث عوف بن مالك الأشجعي بريدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بعودتهم وسلامتهم، وما كان في غزاتهم. وسميت الغزوة بذات السلاسل نسبة للمكان الذي نزل به المسلمون، بينه وبين المدينة مسيرة عشرة أيام.







أبو بكر أمير على الحج في العام التاسع للهجرة





وفي ذي القعدة أو ذي الحجة من السنة التاسعة للهجرة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أميرا على الحج، ليقيم بالمسلمين المناسك.




ثم نزلت أوائل سورة براءة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ليبلغ الناس الأحكام التي جاءت فيها، وذلك تمشيا منه على عادة العرب في عهود الدماء والأموال، فالتقى علي بأبي بكر ببعض الطريق، فقال أبو بكر:أمير أو مأمور؟ قال علي:لا بل مأمور، ثم مضيا، وأقام أبو بكر للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر، قام علي بن أبي طالب عند الجمرة، فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم.



عن زيد بن يفيع قال: سألنا عليا بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بينه وبين النبي عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله إلى أربعة أشهر.



وبعث أبو بكر رضي الله عنه رجالا ينادون في الناس: ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وكان هذا النداء بمثابة إعلان نهاية الوثنية في جزيرة العرب، وأنها لا تبدئ ولا تعيد بعد هذا العام.










حجة الوداع









تمت أعمال الدعوة وإبلاغ الرسالة وبناء مجتمع جديد، على أساس إثبات الألوهية لله ونفيها عن غيره، وعلى أساس رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكأن هاتفا خفيا انبعث في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعره أن مقامه في الدنيا قد أوشك على النهاية، حتى إنه حين بعث معاذا على اليمن سنة 10 هـ قال له فيما قال: يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري، فبكى معاذ جزعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم.




وشاء الله أن يرى رسوله ثمار دعوته، التي عانى في سبيلها ألوانا من المتاعب بضعا وعشرين عاما، فيجتمع في أطراف مكة بأفراد قبائل العرب وممثليها، فيأخذوا منه شرائع الدين وأحكامه، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة ونصح الأمة.




فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو القعدة تجهز للحج، وأمر الناس بالجهاز له، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحج لخمس ليال بقين من ذى القعدة. ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه، فأرى الناس مناسكهم، وأعلمهم سنن حجهم، وخطب في الناس خطبته التي ضمنها أواخر وصاياه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:







"أيها الناس اسمعوا قولى:





فإني لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبدا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت؛ فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع (وضع عنه الدين والدم وجميع أنواع الجناية أي أسقطه عنه) ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، قضى الله أنه لا ربا وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ـ وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل ـ فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية.



أما بعد,,،


أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضى به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم.


أيها الناس، إن النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليوطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم: ثلاثة متوالية، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.


أما بعد ,,,


أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقا ولهن عليكم حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح (أي غير شديد) فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف. واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن، عندكم عوان (أي أسيرات) لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله.


فاعقلوا أيها الناس قولى فإني قد بلغت، ..


وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا: كتاب الله وسنة نبيه.



أيها الناس، اسمعوا قولى واعقلوه، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمن أنفسكم، اللهم هل بلغت؟. فذكر لي :- أن الناس قالوا: اللهم نعم.







فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اشهد.




وبعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. وعندما سمعها عمر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان. ويقال إن عدد المسلمين الذين أدوا حجة الوداع مائة وأربعة وعشرون ألفا، أو مائة وأربع وأربعون ألفا.









آخر البعوث





كانت كبرياء دولة الروم على الإسلام قد جعلتها تأبى عليه حق الحياة، وحملها ذلك على أن تقتل من أتباعها من يدخل فيه، كما فعلت بفروة بن عمرو الجذامي الذي كان واليا على معان من قبل الروم، فقد غضبوا عليه وسجنوه، ثم حكموا عليه بالقتل فأعدموه، ثم صلبوه وتركوه مصلوبا ليرهب غيره أن يسلك مسلكه.




ونظرا إلى هذه الجراءة والغطرسة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشا كبيرا في صفر سنة 11 هـ، وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، يبغي بذلك إرهاب الروم، وإعادة الثقة إلى قلوب العرب الضاربين على الحدود، حتى لا يحسبن أحد أن بطش الكنيسة لا معقب له، وأن الدخول في الإسلام يجر على أصحابه الهلاك فحسب.



وتكلم الناس في قائد الجيش لحداثة سنه، واستبطأوا في بعثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان خليقا للإمارة (أي جديرا) وإن كان من أحب الناس إلي، وإن هذا من أحب الناس إلى بعده.



وأطاع الناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يلتفون حول أسامة، وينتظمون في جيشه، حتى خرجوا ونزلوا الجرف، على فرسخ من المدينة (الفرسخ ثلاثة أميال تقريبا) إلا أن الأخبار المقلقة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرهتهم على التريث، حتى يعرفوا ما يقضي الله به، وقد قضى الله أن يكون هذا أول بعث في خلافة أبي بكر الصديق.







ابتداء شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم





لما تكاملت الدعوة، وسيطر الإسلام على الموقف، أخذت طلائع التوديع للحياة والأحياء تطلع من مشاعره صلى الله عليه وسلم، وتنضح بعباراته وأفعاله.




فقد اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يوما، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام فحسب، وتدارسه جبريل القرآن مرتين،



وقال في حجة الوداع: إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا،


وقال وهو عند جمرة العقبة: خذوا عني مناسككم لعلي لا أحج بعد عامي هذا،


وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع، وأنه نعيت إليه نفسه.


وفي أوائل صفر سنة 11 هـ خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، .


ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرطكم (فرط القوم: تقدمهم إلى موضع الماء ليجهزه لهم) وإني شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها. وخرج في منتصف إحدى الليالي إلى البقيع فاستغفر للأموات، وقال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى، وبشرهم قائلا: إنا بكم للاحقون.



وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11 هـ ـ وكان يوم الاثنين ـ شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما كان في طريق الرجوع أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون شدتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه. وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض أحد عشر يوما، وجميع أيام المرض كانت ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوما.








الأسبوع الأخير في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم












ثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه: أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟ ففهمن مراده فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب، عاصبا رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته.




وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه (النفث: إخراج بعض الريق من الفم عن طريق النفخ) وتمسحه بيده رجاء البركة.




ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة اتقدت حرارة العلة في بدنه صلى الله عليه وسلم، فقال: هريقوا علي سبع قرب (جمع قربة) من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم، فأقعدوه في مخضب (أي طست) وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول، "حسبكم، حسبكم" وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد وهو معصوب الرأس حتى جلس على المنبر، وخطب الناس ـ والناس مجتمعون حوله ـ فقال صلى الله عليه وسلم:







"لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"،





وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتخذوا قبري وثنا يعبد. وعرض نفسه للقصاص قائلا "من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه (أي فليقتص) ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه".



ألا وإن الشحناء (أي العداوة والبغضاء) ليست من طبعي ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ مني حقا إن كان له، أو أحلني منه فلقيت الله وأنا طيب النفس.


ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها، فقال رجل: إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال أعطه يا فضل.


ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، من كان عنده شيء فليؤده، ولا يقل: فضوح الدنيا، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة!


فقام رجل فقال: يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها وانا في سبيل الله، قال: ولم غللتها؟ قال: كنت محتاجا، قال: خذها منه يا فضل.


ثم قال: أيها الناس، من خشي من نفسه شيئا فليقم أدع له.


فقام رجل فقال: يا رسول الله، إني لكذاب، إني لفاحش، إني لنئوم (أي كثير النوم) ,.


فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم.


ثم قام رجل آخر فقال: يا رسول الله، إني لكذاب، وإني لمنافق، وما من شيء إلا قد جنيته. فقام عمر بن الخطاب فقال له: فضحت نفسك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب، فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير. ثم أوصى بالأنصار قائلا: "أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (أي موضع سري وأمانتي) وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".ثم قال "إن عبدا خيرّه الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده فاختار ما عنده".



قال أبو سعيد الخدري: فبكى أبو بكر قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، .







فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيرّه الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول:فديناك بآبائنا وأمهاتنا.




فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيرّ، وكان أبو بكر أعلمنا.




ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم







" إن آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر.








ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام، قال صلى الله عليه وسلم وقد اشتد به الوجع: هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ـ وفي البيت رجال فيهم عمر ـ فقال عمر: قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا،




فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم،




ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف ,




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا عني.




وأوصى ذلك اليوم بثلاث :- أوصى بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، وأوصى بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم، أما الثالث فنسيه الراوي، ولعله ( الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي "الصلاة وما ملكت أيمانكم" )




والنبي صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم ـ يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام ـ وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا.




وعند العشاء زاد ثقل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد، قالت عائشة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصلى الناس؟ قلنا: لا يا رسول الله وهم ينتظرونك، قال: ضعوا لي ماء في المخضب (أي الطست) ففعلنا، فاغتسل فذهب لينوء (أي لينهض بجهد ومشقة) فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ ووقع ثانيا وثالثا ما وقع في المرة الأولى، من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء، فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فصلى أبوبكر تلك الأيام سبع عشرة صلاة في حياته.




عن عائشة قالت: لما استعز رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي اشتد عليه مرضه) قال:




" مروا أبا بكر فليصل بالناس ". قلت: يا نبي الله! إن أبا بكر رجل رقيق، ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن،




قال:" مروه فليصل بالناس ". فعدت بمثل قولى، إلا أني كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر، وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به في كل حدث كان، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي بكر.






عن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب قال: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين، دعاه بلال إلى الصلاة فقال: " مروا من يصلى بالناس ". فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: قم يا عمر فصل بالناس، فقام، فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ـ وكان عمر رجلا مجهرا (أي شديد الصوت) ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون!" فبعث إلى أبى بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس.




قال عبدالله بن زمعة قال لي عمر: ويحك!! ماذا صنعت بي يا ابن زمعة ؟ والله ما ظننت حين أمرتنى إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليت بالناس، قلت: والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ولكني حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس.




ويوم السبت أو الأحد وجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ (أي فأشار) إليه بأن لا يتأخر، قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع الناس التكبير.






وقبل يوم من الوفاة ـ يوم الأحد ـ أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه، وتصدق بسبعة دنانير كانت عنده، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها، وكانت درعه صلى الله عليه وسلم مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير.







آخر يوم من حياته صلى الله عليه وسلم






روى أنس بن مالك أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين ـ وأبو بكر يصلي بهم ـ لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى.




ولما ارتفع الضحى، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها بشئ فبكت، ثم دعاها فسارها بشئ فضحكت، قالت عائشة: فسألنا عن ذلك ـ أي فيما بعد ـ فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه، فضحكت.




وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين. ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه، فقالت: واكرب أبتاه،






فقال لها صلى الله عليه وسلم: ليس على أبيك كرب بعد اليوم.







ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصى بهما خيرا ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن. وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر، حتى كان يقول: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري (الأبهر: شريان بالقلب) من ذلك السم.







وأوصى الناس، فقال:





"الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" كرر ذلك مرارا.








الاحتضار









حين بدأ احتضار النبي صلى الله عليه وسلم أسندته عائشة إليها، وكانت تقول: إن من نعم الله عليّ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري (السحر: الرئة، والنحر: أعلى الصدر) وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته،.




دخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت آخذه لك؟ فأشار صلى الله عليه وسلم برأسه أن نعم، فلينته، وبين يديه ركوة (أي إناء) فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات.




وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى. كرر الكلمة الأخيرة ثلاثا،وماتت يده (يعني سقطت) ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في السنة الحادية عشرة هـ. وقد تم له ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام.









حزن الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم





تسرب النبأ وأظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها. قال أنس: ما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .




وقالت فاطمة تنعاه:







يا أبتاه أجاب رباه دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.







ووقف عمر بن الخطاب ـ وقد أخرجه الخبر عن وعيه ـ يقول: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات. و والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات.







وأقبل أبو بكر بعدما سمع الخبر على فرس من مسكنه بالسنح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم (أي قصد) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة (ثوب من ثياب اليمن) فكشف عن وجهه، ثم قبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. ثم خرج أبو بكر وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر، فأبي عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر،.





فقال أبو بكر: أما بعد، من كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت.



قال الله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}.



قال ابن عباس:والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعرفت حتى ماتقلنى (أي ما تحملني) رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا محمد عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
goodgirl لــــلبـــنـــات فقـــط :: منتدي القصص . :: منتدي قصص الأنبياء.-
انتقل الى: